{ والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن في ذلك على الله يسير }
خلقكم من تراب : خلق أباكم آدم من تراب .
نطفة : مني يخلق ذريته منه أي ماء الرجل وماء المرأة .
ثم جعلكم أزواجا : ذكرانا وإناثا .
وما تحمل من أنثى : ما تحمل من جنين ولا تضعه .
إلا بعلمه : إلا بإذنه وتدبيره وعلمه ومشيئته .
وما يعمر من معمر : وما يطول من عمر ذي عمر طويل إلا في كتاب .
ولا ينقص من عمره : بأن يجعله اقل وأقصر من العمر الطويل وذلك بحسب العرف والعادة الشائعة بين الناس .
إلا في كتاب : في صحيفة المرء في اللوح المحفوظ .
بدأ الله خلق آدم من تراب ثم خلق ذريته من النطفة وهي ماء الرجل الذي فيه الحيوانات المنوية وماء المرأة الذي فيه البويضة ثم جعلكم أزواجا حيث خلقكم أصنافا ذكرانا وإناثا بقدر معلوم قال تعالى : وما خلق الذكر والأنثى *إن سعيكم لشتى . ( الليل : 3-4 ) .
وقال سبحانه : ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون . ( الذاريات : 49 ) .
فتجد الإنسان والحيوان والنبات أزواجا ليتم التناسل وتعمر الأرض وتستمر الحياة على يوم القيامة .
قال تعالى : وخلقناكم أزواجا . . . ( النبأ : 8 ) .
{ وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه . . . } أي لا تحمل أنثى بعد الزواج ثم تضع مولودا كامل الخلقة إلا بعلم الله أو يضع سقطا قبل استكمال ولادته إلا بعلم الله ونظير ذلك قوله تعالى : الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال . ( الرعد : 8-9 ) .
{ وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير . . . } أي : لا يعطي إنسان عمرا طويلا حتى يصبح معمرا طويلا حتى يصبح معمرا طويل العمر إلا قد سجل ذلك في علم الله أو اللوح المحفوظ أو صحف الملائكة ولا ينقص من عمر غيره بأن يعطى عمرا ناقصا عن هذا العمر إلا كان ذلك ثابتا في كتاب أي سجل في اللوح المحفوظ إن ذلك سهل هين يسير وكذلك البعث والنشور .
وفي معنى الآية قوله تعالى : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من ق بل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير . ( الحديد : 22 ) .
أي : قبل أن نخلق النفس وهي لا تزال جنينا في بطن الأم كتبنا العمر والرزق والشقاء أو السعادة .
كما ورد في الحديث النبوي الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم أربعين يوما علقة ، ثم أربعين يوما مضغة ثم ينفخ فيه الروح ثم يقول الله للملك : اكتب قال أي رب ، وما أكتب ؟ قال اكتب أجله ورزقه وشقي أو سعيد " . ix
{ وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب . . . } أي : في بطن أمه يكتب له ذلك لم يخلق الخلق على عمر واحد بل لهذا عمر ولهذا عمر فكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ ويؤيده ما رواه البخاري ومسلم والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : " من سره أن يبسط له في الرزق وينسأ له في أثره فليصل رحمه " . x
وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحة ، يرزقها العبد فيدعون له من بعده فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادة العمر " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.