تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَحۡيَيۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ} (9)

من دلائل القدرة

{ والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فاحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور( 9 ) من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور( 10 ) والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير( 11 ) }

المفردات :

فتثير سحابا : تظهره وتنشره وتحركه بشدة فيجتمع ويسير .

بلد ميت : لا زرع فيه ولا نبات .

فأحيينا به الأرض : بالماء والزرع والنبات والعشب والكلأ .

كذلك النشور : مثل إحياء الأرض بالنبات البعث والحياة الثانية .

التفسير :

{ والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذالك النشور }

آيات القدرة ظاهرة في هذه السورة ومنها بعث الحياة في الأرض الميتة الهامدة الجافة ، حيث يبعث الله الرياح من مكامنها فتثير السحاب وتبعثه ليجتمع ويسير شمالا أو جنوبا وشرقا أو غربا حسب توجيه الله وإرادته فإذا نزل مطرا بأرض ميتة لا زرع فيها ولا نبات فإن الماء مع البذور يترتب عليه النبات والزرع والتحرك والاخضرار وإذا الأرض الجافة الهامدة قد تحركت بالماء والزرع والنبات فصارت بهجة للناظرين وإن الله القادر الذي جمع السحاب وأنزل المطر وبعث الحياة في الأرض الميتة ، قادر على إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بعد جمع ما تفرق من أجزائهم الأصلية وكما أحيا الله الأرض بالماء والزرع فهو يحيي الموتى ويعيد إليهم أرواحهم ويبعثهم للحساب والجزاء .

قال تعالى : ومن ءاياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير . ( فصلت : 39 ) .

وقد أورد ابن كثير والقرطبي حديث أبي رزين قال : قلت يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى ؟ وما آية ذلك في خلقه : قال صلى الله عليه وسلم : يا أبا رزين : أما مررت بوادي قومك ممحلا ، ثم مررت به يهتز خضراء ؟ فقلت : بلى يا رسول الله قال : صلى الله عليه وسلم " فكذلك يحيي الله الموتى " .