فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ لَهُم مُّلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ فَلۡيَرۡتَقُواْ فِي ٱلۡأَسۡبَٰبِ} (10)

{ أَمْ لَهُم مٌّلْكُ السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا } أي بل ألهم ملك هذه الأشياء حتى يعطوا من شاءوا ، ويمنعوا من شاءوا ، ويعترضوا على إعطاء الله سبحانه ما شاء لمن شاء ؟ وقوله : { فَلْيَرْتَقُواْ في الأسباب } جواب شرط محذوف ، أي إن كان لهم ذلك ، فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء ، أو إلى العرش حتى يحكموا بما يريدون من عطاء ومنع ، ويدبروا أمر العالم بما يشتهون أو فليصعدوا ، وليمنعوا الملائكة من نزولهم بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم .

والأسباب : أبواب السماوات التي تنزل الملائكة منها ، قاله مجاهد ، وقتادة ، ومنه قول زهير :

* ولو رام أسباب السماء بسلم *

قال الربيع بن أنس : الأسباب : أدقّ من الشعر ، وأشدّ من الحديد ، ولكن لا ترى . وقال السدّي : { فِى الأسباب } في الفضل والدين . وقيل : فليعملوا في أسباب القوّة إن ظنوا أنها مانعة ، وهو قول أبي عبيدة . وقيل الأسباب : الحبال ، يعني : إن وجدوا حبالاً يصعدون فيها إلى السماء فعلوا ، والأسباب عند أهل اللغة : كل شيء يتوصل به إلى المطلوب كائناً ما كان . وفي هذا الكلام تهكم بكم ، وتعجيز لهم .

/خ11