السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمۡ لَهُم مُّلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ فَلۡيَرۡتَقُواْ فِي ٱلۡأَسۡبَٰبِ} (10)

ولما كانت خزائن الله تعالى غير متناهية كما قال تعالى : { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه } ( الحجر : 21 ) ومن جملته السماوت والأرض وما بينهما وهم عاجزون عن هذا القسم قال الله تعالى : { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما } أي : ليس لهم ذلك فلأن يكونوا عاجزين عن كل خزائن الله تعالى أولى ، وقوله تعالى : { فليرتقوا في الأسباب } جواب شرط محذوف أي : إن كان لهم ذلك فليصعدوا في المعارج التي يتوصل بها إلى العرش حتى يستووا عليه ويدبروا أمر العالم فينزلوا الوحي إلى من يريدونه وهذا غاية التهكم بهم والتعجيز أو التوبيخ ، قال مجاهد : أراد بالأسباب أبواب السماء وطرقها من سماء إلى سماء وكل ما يوصلك إلى شيء من باب أو طريق فهو سبب واستدل حكماء الإسلام بقوله تعالى : { فليرتقوا في الأسباب } على أن الأجرام الفلكية وما أودع الله تعالى فيها من القوى والخواص أسباب لحوادث العالم السفلي لأن الله تعالى سمى الفلكيات : أسباباً وهذا يدل على ذلك .