173-فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ . أي : فأما الذين حققوا في نفوسهم هذين الوصفين العظيمين : الإيمان والعمل الصالح فيجزيهم الله على ذلك الجزاء وافيا ثابتا لا شك فيه ، ويزيدهم الله في الثواب والجزاء بمنه وفضله فلهم سعادة الدارين ، ولهم الحسنى وزيادة .
جاء في تفسير ( في ظلال القرآن ) للأستاذ سيد قطب :
إن الذين أقروا بعبوديتهم لله هم الذين آمنوا فعرفوا حقيقة الصلة بين الخالق والمخلوق ، وعملوا الصالحات ، لأن عمل الصالحات هو الثمرة الطبيعية لتلك المعرفة ، وما يريد الله من عباده أن يعبدوه لأنه بحاجة إلى عبادتهم ، ولا لأنها تزيد في ملكه تعالى أو تنقص منه شيئا .
ولكن يريد أن يعبدوه وحده ؛ ليستعلوا على كل من سواه ، وليرفعوا جباههم أمام المتجبرين والطغاة ، معتزين بالله وليعملوا الخير يبغون بالخير قربة ورضاه ، وليتجردوا من شهواتهم وعصبياتهم وملابساتهم الأرضية متطلعين إلى وجهه في علاه ، وليرفعوا عن ثقلة الأرض وضروراتها وهم يطلعون إلى ذلك الأفق الوضيء الكريم : لهذا يوفيهم أجورهم ، ويزيدهم من فضله ؛ لأنهم عرفوا ، ولأنهم عملوا ، ولأنهم أصلحوا في الأرض ، ولأنهم زادوا في محصول الحياة .
وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا . أي : وأما الذين أنفقوا وتعظموا عن عباداته و طاعته فسيعذبهم عذابا موجعا شديدا .
وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا . أي : ليس لهم من يتولاهم أو ينصرهم من عذاب الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.