ولما {[23993]}عم بالحشر{[23994]} المستكبرين وغيرهم جاء التفصيل إلى القسمين فقال : { فأما الذين آمنوا } أي أذعنوا الله تعالى وخضعوا له { وعملوا الصالحات } تصديقاً لإقرارهم بالإيمان { فيوفيهم أجورهم } أي التي جرت العادات{[23995]} بينكم أن يُعطَوها وإن كانوا في الحقيقة لا يستحقونها ، لأن الله تعالى هو الذي وفقهم لها ، فهي{[23996]} فضل منه عليهم { ويزيدهم } أي بعد ما قضيت به العادات { من فضله } أي شيئاً لا يدخل تحت الحصر لأنه ذو الفضل العظيم { وأما الذين استنكفوا واستكبروا } أي طلبوا كلاً من الإباء والكبر { فيعذبهم عذاباً أليماً * } أي بما وجدوا من لذاذة الترفع{[23997]} والكبر ، وآلموا بذلك أولياء الله { ولا يجدون لهم } أي حالاً ولا مآلاً { من دون الله } الذي لا أمر لأحد معه { ولياً } أي قريباً يصنع معهم ما يصنع القريب { ولا نصيراً * } أي وإن كان بعيداً ، وفي هذا أتم زاجر{[23998]} عما قصده المنافقون من موالاة أهل الكتاب ، وأعظم نافٍ لما منّوهم{[23999]} إياه مما لهم{[24000]} و{[24001]}زعموا من المنزلة عند الله ، المقتضية أن يقربوا من شاؤوا ، ويبعدوا من شاؤوا ، وهو من أنسب الأشياء لختام أول الآيات المحذرة منهم
{[24002]}وكفى بالله ولياً{[24003]} وكفى بالله نصيراً }[ النساء : 45 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.