فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (173)

{ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فيوفيهم أجورهم } أي ثواب أعمالهم من غير أن يفوتهم منها شيء { ويزيدهم من فضله } ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب البشر ، أي على وجه التفصيل وإحاطة العلم بها ، وإلا فسائر نعيم الجنان يخطر على قلوبنا ونسمعه من السنة لكن على وجه الإجمال .

وأخرج ابن المنذر وغيره بسند ضعيف عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجورهم يدخلهم الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة فيمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا ، وقد ساقه ابن كثير في تفسيره ثم قال هذا إسناد لا يثبت وإذا روي عن ابن مسعود موقوفا فهو جيد{[577]} .

{ وأما الذين استنكفوا واستكبروا } عن عبادته { فيعذبهم } بسبب استنكافهم واستكبارهم { عذابا أليما } هو عذاب النار { ولا يجدون لهم من دون الله وليا } يواليهم { ولا نصيرا } ينصرهم .


[577]:ابن كثير1/592.