فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (173)

{ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله } لكن المؤمن الصالح يجزى ثواب ما عمل في دنياه جزاء موفورا ، ويتفضل عليه مولانا البر الرحيم بمزيد من المثوبة والرضوان والتكريم : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) ( {[1648]} ) ؛ { وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } ومن تأبى وتأنف عن عبادة ربه في الدنيا وانقطع عن طاعته وتعظم عنها فيحشر أعمى ، ويغل ويسلسل في جهنم يصلاها مذموماً مدحورا ، وعذابه فيها موجع شديد دائم ، وما له من يخلصه أو يدفع عنه ما أحله الله به ( والذين كسبوا السيآت جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ( {[1649]} ) .


[1648]:سورة يونس. الآية 26.
[1649]:سورة يونس. الآية 27.