قوله تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ } : قد تقدَّم الكلامُ على نظيرتها . ولكن هنا سؤالٌ حسن قاله الزمخشري وهو : " فإن قلت : التفصيل غيرُ مطابق للمفصَّل ، لأنه اشتمل على الفريقين ، والمفصَّل على فريق واحد . قلت : هو مثلُ قولك : " جَمَعَ الإِمام الخوارج : فمن لم يخرج عليه كساه حُلَّةً ومَنْ خرج عليه نَكَّل به " وصحةُ ذلك لوجهينِ ، أحدُهما : أنه يُحذف ذِكُر أحدِ الفريقين لدلالةِ التفصيل عليه ، ولأنَّ ذِكْرَ أحدهما يدل على ذكرِ الثاني كما حذف أحدَهما في التفصيل في قوله عقيب هذا : { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ } والثاني : وهو أن الإِحسان إلى غيرهم ما يَغُمُّهم فكان داخلاً في جملة التنكيل بهم ، فكأنه قيل : ومن يستنكفْ عن عبادتِه ويستكبرْ فسيعذُبهم بالحسرة إذا رأوا أجور العاملين وبما يصيبهم من عذاب الله " انتهى . يعني بالتفصيل قولَه : " فأما " و " أما " وقد اشتمل على فريقين أي : المثابين والمعاقبين ، وبالمفصَّل قولَه قبل ذلك : " ومَنْ يستنكف " ، ولم يشتمِلْ إلا على فريق واحد هم المعاقبون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.