الطاغوت : في الأصل كثير الطغيان ، ويطلق على رأس في الضلال ، وقيل : الشيطان
76- الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا .
لقد وضح الإسلام المنهج ورسم طريق العقيدة السليمة من الإيمان بالله ، وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ؛ كما ربى القرآن المسلمين تربية إسلامية ، فرعى يقينهم ووجدانهم ، وضميرهم وقلبهم وعقلهم ، وقدم لهم غذاء العقيدة بالقصص والمشاهد ، وأخبار القيامة والبعث والجزاء ؛ فنشأ المؤمنون نشأ متكاملة ؛ كأنهم خلقوا من جديد بالعقيدة والإيمان والإسلام ، وحين بدأ القتال اكتسح الإسلام الأعداء ، بقوة لم يعرف لها التاريخ مثيلا .
فمعارك الإسلام في الجزيرة العربية : في بدر ، وأحد ، والخندق ، والحديبية ، وفتح مكة ، وغزوة حنين ، والطائف ، وغزوة تبوك ، كتب فيها النصر للقلة المؤمنة على الكثرة الكافرة .
وقل مثل ذلك في انتصار الإسلام على الفرس والروم ومصر ، بل لقد انتصر الإسلام بالفكرة والعقيدة في بلاد كثيرة ، وهناك انتصار آخر هو انتصار اللغة العربية بحيث صار العلماء في البلاد التي فتحها الإسلام يعتنقون الإسلام طوعا واختيارا ، ويدرسون بهذه اللغة ويقدمون للبشرية نتاج أفكارهم ، وما كان للغة العربية هذا المجد قبل الإسلام ، لكن القرآن والوحي ، والحديث النبوي ، والتراث الإسلامي ؛ كل هؤلاء أخصبوا اللغة العربية ؛ حتى سماها بعض الباحثين : اللغة الإسلامية .
الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ . . .
رغب الله المؤمنين ترغيبا وشجعهم تشجيعا ، بإخبارهم أنهم إنما يقاتلون في سبيل الله ؛ فهو وليهم وناصرهم ، وأعداؤهم يقاتلون في سبيل الشيطان ؛ فلا ولي لهم إلا الشيطان ، وكيد الشيطان للمؤمنين ، إلى جنب كيد الله للكافرين ، أضعف شيء وأوهنه {[18]} .
وتبقى الآية على جلالها ترسم حقيقة واقعية .
الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ . تحت راية الله فهم جند يقاتلون من أجل منهج الله ودين الله .
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ . أي : في سبيل الطغيان والاستعلاء ، وشتان بين من يقاتل في سبيل الحق والعدل والمبادئ والمثل العليا ، ومن يقاتل عدوانا وظلما ، وتمكينا للطغاة الجبارين ، وفي آخر الآية دعوة إلى جهاد الشيطان والانتصار عليه وعلى أتباعه .
الطاغوت . يذكر ويؤنث ، والطاغوت هو الشيطان والدليل على ذلك قوله تعالى :
فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا . أي : مكره ومكر من اتبعه ، ويقال : أراد به يوم بدر حين قال للمشركين : لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ . ( الأنفال : 48 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.