فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّـٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا} (76)

{ الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله } يعني في طاعة الله وإعلاء كلمته ، وابتغاء مرضاته ، وهذا ترغيب للمؤمنين وتنشيط لهم بأن قتالهم لهذا المقصد لا لغيره { والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت } أي الشيطان أو الكهان أو الأصنام وتفسير الطاغوت هنا بالشيطان أولى لقوله { فقاتلوا أولياء الشيطان } وهم الكفار { إن كيد الشيطان } أي مكره ومكر من اتبعه من الكفار { كان ضعيفا } فلا يقاوم نصر الله وتأييده .

وعن ابن عباس قال : إذا رأيتم الشيطان فلا تخافوه واحملوا عليه إن كيده كان ضعيفا واهيا ، وقال مجاهد كان الشيطان يتراءى لي في الصلاة فكنت أذكر قول ابن عباس فأحمل عليه فيذهب عني ، والكيد السعي في الفساد على جهة الاحتيال .