80- مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا .
أرسل الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل فختم به الرسالات ، وأنزل عليه وحي السماء ، وجعل طاعة الرسول فيما يبلغه عن ربه واجبة ؛ لأن طاعته طاعة لوحي الله وأمر الله ، قال تعالى : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى . ( النجم : 3-4 ) .
فليس لمسلم أن يخالف الرسول فيما يبلغه عن ربه ، قال تعالى : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . ( النور : 63 ) .
وأما ما رآه الرسول من الأمور الخارجة عن دائرة التبليغ والرسالة ، مما هو خاص بشئون الدنيا ، فليست أوامر ، بل إرشادات ، ولذا راجعه المسلمون في بعض الآراء ، كما حدث في تأبير النخيل فرجع صلى الله عليه وسلم ونزل على رأيهم {[23]} وقال : '' أنتم أعلم بأمر دنياكم ''{[24]} رواه مسلم .
يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، بأن من أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله ، وما ذاك إلا لأنه ما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى . قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله تعالى على آله وسلم : '' من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني'' {[25]}وهذا الحديث ثابت في الصحيحين عن الأعمش .
وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا . ومن أعرض عن طاعتك ، وعن إتباع الحق الذي جئت به ؛ فاترك أمره إلينا فسنجازيه- فإنما أرسلناك مبلغا ولم نبعثك مسيطرا ولا رقيبا على أعمالهم قال تعالى : فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر ، ٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر . ( الغاشية : 21-22 ) .
وفي الحديث '' ومن يطع الله ورسوله ؛ فقد رشد ، ومن يعص الله ورسوله ؛ فإنه لا يضر إلا نفسه'' .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.