السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ} (20)

الصفة الثامنة : كونهم عاجزين عن الفرار من عذاب الله كما قال تعالى : { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض } أي : ما كانوا معجزين الله في الدنيا أن يعاقبهم إذ لا يمكنهم أن يهربوا من عذابه ، فإنّ هرب العبد من عذاب الله تعالى محال ؛ لأنه تعالى قادر على جميع الممكنات ولا تتفاوت قدرته بالقرب والبعد ، والقوة والضعف . الصفة التاسعة : أنهم ليس لهم أولياء يدفعون عقاب الله تعالى عنهم كما قال تعالى : { ما كان لهم من دون الله } أي : غيره { من أولياء } أي : أنصار يمنعوهم من عذابه . الصفة العاشرة : مضاعفة العذاب كما قال تعالى : { يضاعف لهم العذاب } أي : بسبب إضلالهم غيرهم ، وقيل : لأنّهم كفروا بالله وكفروا بالبعث والنشور . الصفة الحادية عشرة : قوله تعالى : { وما كانوا يستطيعون السمع } قال قتادة : صم عن سماع الحق فلا يسمعون خيرا فينتفعون به { وما كانوا يبصرون } خيراً فيأخذوا به . قال ابن عباس : أخبر الله تعالى أنه أحال بين أهل الشرك وبين طاعة الله تعالى في الدنيا وفي الآخرة ، أمّا في الدنيا فإنه قال : { ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون } وأمّا في الآخرة فإنه قال : { فلا يستطيعون 42 خاشعة أبصارهم } [ القلم ، 42 ، 43 ] .