سورة   الكهف
 
السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا} (99)

{ وتركنا بعضهم } أي : يأجوج ومأجوج { يومئذٍ } أي : حين يخرجون { يموج } أي : يضطرب { في بعض } كموج البحر أو يموج بعض الخلق في بعض فيضطربون ويختلطون إنسهم وجنهم حيارى ويؤيده { ونفخ في الصور } أي : القرن النفخة الثانية لقوله تعالى : { فجمعناهم } أي : الخلائق في مكان واحد يوم القيامة ، قال البقاعي : ويجوز أن تكون هذه الفاء فاء الفصيحة فيكون المراد النفخة الأولى أي : ونفخ فمات الخلائق كلهم فبليت أجسامهم وتفتت عظامهم كما كان من تقدّمهم ، ثم نفخ الثانية فجمعناهم من التراب بعد تمزقهم فيه وتفرّقهم في أقطار الأرض بالسيول والرياح وغير ذلك { جمعاً } فأمتناهم دفعة واحدة كلمح البصر وحشرناهم إلى الموقف للحساب ثم للثواب والعقاب .