السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كٓهيعٓصٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي ثمان وتسعون آية ، وسبعمائة واثنان وستون كلمة ، وثلاثة آلاف وثمانمائة حرف وحرفان .

{ بسم اللّه } المنزه عن كل شائبة نقص القادر على كل ما يريد { الرحمن } الذي عم نواله سائر مخلوقاته { الرحيم } بسائر خلقه .

واختلف في تفسير قوله تعالى : { كهيعص } قال ابن عباس : هو اسم من أسماء اللّه تعالى ، وقال قتادة : هو اسم من أسماء القرآن ، وقيل : هو اسم اللّه الأعظم ، وقيل : هو اسم السورة ، وقيل : قسم أقسم اللّه به . وعن الكلبي : هو ثناء أثنى اللّه به على نفسه ، وعنه معناه كاف لخلقه هاد لعباده يده فوق أيديهم عالم ببريته صادق في وعده .

وعن ابن عباس قال : الكاف من كريم وكبير ، والهاء من هاد ، والياء من رحيم ، والعين من عليم وعظيم ، والصاد من صادق ، وقيل : إنه من المتشابه الذي استأثر اللّه تعالى بعلمه ، وقد تقدّم الكلام على ذلك في أوّل سورة البقرة ، وقرأ نافع بإمالة الهاء والياء بين بين وأمالهما محضة شعبة والكسائي وأمال الهاء محضة أبو عمرو وابن عامر وحمزة ، وللسوسي في الياء خلاف في الإمالة محضة والفتح والباقون ، وهم ابن كثير وحفص بفتحهما بلا خلاف ولجميع القراء في العين المدّ والتوسط .