السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيٓ أَوۡلِيَآءَۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ نُزُلٗا} (102)

ولما بيّن تعالى أمر الكافرين أنهم أعرضوا عن الذكر وعن استماع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أتبعه بقوله تعالى : { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي } من الأحياء كالملائكة وعزير والمسيح والأموات كالأصنام { من دوني } وقوله تعالى : { أولياء } أي : أرباباً مفعول ثان ليتخذوا ، والمفعول الثاني لحسب محذوف والمعنى أظنوا أنّ الاتخاذ المذكور ينفعهم ولا يغضبني ولا أعاقبهم عليه كلا ، وقرأ نافع وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بسكونها وهم على مراتبهم في المدّ . ولما كان معنى الاستفهام الإنكاري ليس الأمر كذلك حسن جداً قوله تعالى مؤكداً لأجل إنكارهم { إنا أعتدنا جهنم } التي تقدم أنا عرضناها لهم { للكافرين } أي : هؤلاء وغيرهم { نزلاً } أي : هي معدة لهم كالمنزل المعد للضعيف وهذا على سبيل التهكم ونظيره قوله تعالى : { فبشرهم بعذاب أليم } [ آل عمران ، 21 ] .