فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ هُمۡ أُوْلَآءِ عَلَىٰٓ أَثَرِي وَعَجِلۡتُ إِلَيۡكَ رَبِّ لِتَرۡضَىٰ} (84)

فأجاب موسى عن ذلك : { قَالَ هُمْ أُوْلاء على أَثَرِي } أي هم بالقرب مني ، تابعون لأثرى واصلون بعدي . وقيل : لم يرد أنهم يسيرون خلفه ، بل أراد أنهم بالقرب منه ينتظرون عوده إليهم . ثم قال مصرحاً بسبب ما سأله الله عنه فقال : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ لترضى } أي لترضى عني بمسارعتي إلى امتثال أمرك أو لتزداد رضا عني بذلك . قال أبو حاتم : قال عيسى بن عمر : بنو تميم يقولون : «أولا » مقصورة ، وأهل الحجاز يقولون : «أولاء » ممدودة . وقرأ ابن أبي إسحاق ونصر ، ورويس عن يعقوب : «على إثري » بكسر الهمزة وإسكان الثاء ، وقرأ الباقون بفتحها وهما لغتان . ومعنى { عجلت إليك } : عجلت إلى الموضع الذي أمرتني بالمصير إليه لترضى عني . يقال : رجل عجل وعجول وعجلان : بين العجلة . والعجلة خلاف البطء .

/خ91