إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ هُمۡ أُوْلَآءِ عَلَىٰٓ أَثَرِي وَعَجِلۡتُ إِلَيۡكَ رَبِّ لِتَرۡضَىٰ} (84)

{ قَالَ هُمْ أُوْلاء على أَثَرِي } يعني إنهم معي وإنما سبقتهم بخُطاً يسيرة ظننتُ أنها لا تُخِل بالمعية ولا تقدح في الاستصحاب ، فإن ذلك مما لا يعتد به فيما بين الرفقةِ أصلاً ، وبعد ما ذكرَ عليه الصلاة والسلام أن تقدّمَه ذلك ليس لأمر منكر ذكَر أنه لأمر مَرضيّ حيث قال : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ لترضى } عنّي بمسارعتي إلى الامتثال بأمرك واعتنائي بالوفاء بعهدك ، وزيادةُ ربِّ لمزيد الضراعةِ والابتهال رغبةً في قَبول العذر .