تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ هُمۡ أُوْلَآءِ عَلَىٰٓ أَثَرِي وَعَجِلۡتُ إِلَيۡكَ رَبِّ لِتَرۡضَىٰ} (84)

الآية 84 : وقوله تعالى : { قال هم أولاء على أثري } هذا على التأويل الأول ، أي هم يجيئون على أثري ، وعلى التأويل الثاني : أي تركتهم على ديني وسبيل ، وهو قول الحسن وقتادة .

وقوله تعالى : { وعجلت إليك رب لترضى } أي عجلت إليك ربي في ما دعوتني إجابة وطاعة في ما أمرتني لترضى . هذا على التأويل الذي قال : إنه خرج وحده ، وعلى التأويل الذي يقول إنه خرج بنفر ، يقول ، والله أعلم : { وعجلت إليك رب لترضى } إذ لم يكن لي سبب ولا مانع{[12373]}يمنعني عن الإسراع إلى ما دعوتني ، وأمرتني .

وهكذا عندنا أن من لزمه أمر الله وفرضه لزمه الإسراع والعجلة إلى القيام [ بأدائه ، إذا ] {[12374]} لم يكن هناك سبب يمنعه عن التعجيل له والقيام به ، والله أعلم .


[12373]:في الأصل وم: معنى.
[12374]:في الأصل وم: بأداء فإذا.