ولما بيّن سبحانه وتعالى بالدلائل الباهرة كونه منزهاً عن الشريك والضدّ والندّ أردف ذلك ببراءته عن اتخاذ الولد بقوله : { وقالوا اتخذ } أي : تكلف كما يتكلف من لا يكون له ولد { الرحمن } أي : الذي كل موجود من فيض نعمه { ولداً } نزل في خزاعة حيث قالوا : الملائكة بنات الله ، وقيل : نزل ذلك في اليهود حيث قالوا : إنه تعالى صاهر الجن ، فكانت منهم الملائكة كما حكى الله تعالى عنهم قولهم ، وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً ، ثم إنه سبحانه وتعالى نزه نفسه عن ذلك بقوله تعالى : { سبحانه } أي : تنزه عن أن يكون له ولد ، فإنّ ذلك يقتضي المجانسة بينه وبين الولد ، ولا تصح مجانسة النعمة للمنعم الحقيقي { بل } أي : الذين جعلوهم له ولداً وهم الملائكة { عباد } من عباده أنعم عليهم بالإيجاد كما أنعم على غيرهم لا أولاد ، فإنّ العبودية تنافي الولدية { مكرمون } بالعصمة من الزلل ولذلك فسر الإكرام بقوله تعالى : { لا يسبقونه } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.