اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ} (26)

قوله : { وَقَالُواْ اتخذ الرحمن وَلَداً } الآية .

لما بيَّن بالدلائل القاهرة كونه منزهاً عن الشريك والضد والند أردف ذلك ببراءته عن اتخاذ الولد{[28145]} . قال{[28146]} المفسرون : نزلت في خزاعة حيث قالوا : الملائكة بنات الله ، وقالوا : إنه تعالى صاهر الجن على ما حكى الله تعالى عنهم فقال : { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجنة نَسَباً }{[28147]} {[28148]} . ثم إنه تعالى نزه نفسه{[28149]} عن ذلك بقوله : «سبحانه » ، لأن الولد لا بد وأن يكون شبيهاً بالوالد{[28150]} ، فلو كان لله ما يشبهه من بعض الوجوه فلا بد وأن يخالفه من وجه آخر ، وما به المشاركة غير ما به الممايزة فيقع التركيب في ذات الله تعالى ، وكل مركب ممكن ، فاتخاذه للولد يدل على كونه ممكناً غير واجب ، وذلك يخرجه عن حد الإلهية ويدخله في حد العبودية ، فلذلك نزه نفسه . قوله : «بَلْ عِبَادٌ » «عِبَاد » خبر مبتدأ مضمر ، أي هم عباد{[28151]} ، و «مُكْرَمُونَ »{[28152]} في قراءة العامة مخفف ، وقراءة عكرمة مشدد{[28153]}


[28145]:انظر الفخر الرازي 22/159.
[28146]:في الأصل: قالت.
[28147]:من قوله تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} [الصافات: 158].
[28148]:انظر الفخر الرازي 22/159.
[28149]:في الأصل: بالولد. وهو تحريف.
[28150]:انظر الفخر الرازي 22/159.
[28151]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/83، البيان 2/160، التبيان 2/916.
[28152]:في ب: ومكرموني. وهو تحريف.
[28153]:المختصر: (91) البحر المحيط 6/307.