{ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا } هؤلاء القائلون هم خزاعة وجهينة وبنو سلمة وبنو مليح ، فإنهم قالوا الملائكة بنات الله ، وقيل : هم اليهود ، ويصح حمل الآية على كل من جعل لله ولدا . وقد قالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله . وقالت طائفة من العرب الملائكة بنات الله ، ثم نزه الله سبحانه عز وجل نفسه فقال : { سبحانه } أي تنزيها له عن ذلك ، وهو يقول على ألسنة العباد ؛ ثم أضرب عن قولهم وأبطله فقال : { بل عباد مكرمون } قرئ من الإكرام والتكريم ؛ أي ليسوا كما قالوا ، بل عباد الله سبحانه مكرمون بكرامته لهم مقربون عنده ، والعبودية تنافي الولادة بحسب المعتاد الذي لا يتخلف عند العرب من كون عبد الإنسان لا يكون له ولده ، أو بحسب قواعد الشرع من أن الإنسان إذا ملك ولده عتق عليه ، والأول في تقرير المنافاة أظهر إذ الكلام مع جهال العرب وهم لا يعرفون قواعد الشرع .
قال قتادة : قالت اليهود إن الله صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة ، فقال الله تكذيبا لهم : { بل عباد مكرمون } أي الملائكة أكرمهم بعبادته واصطفاهم ووصفهم بصفات سبعة ؛ الأولى هذه والأخيرة . ومن يقل منهم . فهذه الضمائر كلها للملائكة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.