اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ} (116)

ثم نَزّه نفسه عما يصفه به المشركون فقال : { فَتَعَالَى الله الملك الحق } ، والمَلِكُ : هو المالك للأشياء الذي لا يزول ملكه{[33557]} وقدرته ، والحَقّ : هو الذي يحق له الملك ، لأنّ كل شيء منه وإليه ، والثابت الذي لا يزول ملكه .

{ لاَ إله إِلاَّ هُوَ رَبُّ العرش الكريم } قرأ العامة «الكريم » مجروراً نعتاً للعرش ، وُصف بذلك لتنزُّل الخيرات منه والبركات والرحمة . أو لِنسْبته{[33558]} إلى أكرم الأكرمين ، كما يُقال : بَيْتٌ كَريم إذا كان ساكنوه كراماً{[33559]} . وقرأ أبو جعفر وابن محيصن وإسماعيل عن{[33560]} ابن كثير وأبان بن تغلب بالرفع{[33561]} وفيه وجهان :

أحدهما : أنّه نعت للعرش أيضاً ، ولكنه قطع عن إعرابه لأجل المدح على خبر مبتدأ مضمر . وهذا جيّد لتوافق القراءتين في المعنى .

والثاني : أنه نعت ل ( رَبّ ) {[33562]} .

فصل

قال المفسرون : العرش السرير الحسن . وقيل : المرتفع{[33563]} . وقال أبو مسلم : العرش هنا السموات بما فيها من العرش الذي تطوف به الملائكة ، ويجوز أن يُراد به الملك العظيم {[33564]} . والأكثرون : على أنّه العرش حقيقة {[33565]} .


[33557]:انظر الفخر الرازي 23/129.
[33558]:في ب: أو نسبة وهو تحريف.
[33559]:انظر الكشاف 3/58، الفخر الرازي 23/129 البحر المحيط 6/424.
[33560]:في ب: وعن.
[33561]:المختصر (99)، البحر المحيط 6/424، الإتحاف 321.
[33562]:انظر تفسير ابن عطية 10/411، البحر المحيط 6/424.
[33563]:انظر البغوي 6/48.
[33564]:انظر الفخر الرازي 23/129.
[33565]:المرجع السابق.