السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ أَزۡوَٰجَهُمۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ شُهَدَآءُ إِلَّآ أَنفُسُهُمۡ فَشَهَٰدَةُ أَحَدِهِمۡ أَرۡبَعُ شَهَٰدَٰتِۭ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (6)

ولما كان لفظ المحصنات عاماً للزوجات ، وكان لهن حكم غير ما تقدم وهو الحكم الرابع أفردهن بقوله : { والذين يرمون } أي : بالزنا { أزواجهم } أي : من المؤمنات والكافرات الحرائر والإماء { ولم يكن لهم شهداء } يشهدون على صحة ما قالوه { إلا أنفسهم } أي : غير أنفسهم وهذا ربما يفهم أنه إذا كان الزوج أحد الأربعة كفى وهذا المفهوم معطل لكونه حكاية حال واقعة لا شهود فيها ، وقوله تعالى في الآية قبلها : { ثم لم يأتوا بأربعة شهداء } فإنه يقتضي كون الشهداء غير الرامي بالزنا ، ولعله استثناه من الشهداء ؛ لأن لعانه يكون بلفظ الشهادة ، ومذهب الشافعي أنه لا يقبل في ذلك كما قدّمناه { فشهادة أحدهم } أي : فالواجب شهادة أحدهم على من رماها أو فعليهم شهادة أحدهم { أربع شهادات } من خمس في مقابلة أربعة شهداء { بالله } أي : مقرونة بهذا الاسم الكريم الأعظم الموجب لاستحضار جميع صفات الجلال والجمال { إنه لمن الصادقين } أي : فيما قذفها به ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي برفع العين على أنه خبر شهادة والباقون بنصبها على المصدر .

/خ9