السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱسۡتَكۡبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ إِلَيۡنَا لَا يُرۡجَعُونَ} (39)

{ واستكبر } أي : أوجد الكبر بغاية الرغبة فيه { هو } بقوله هذا الذي صدّهم به عن السبيل { وجنوده } بإعراضهم لشدّة رغبتهم في الكبر على الحق والاتباع للباطل { في الأرض } أي : أرض مصر قال البقاعي : ولعله عرّفها إشارة إلى أنه لو قدر على ذلك في غيرها فعل { بغير الحق } أي : بغير استحقاق قال البقاعي : والتعبير بالتعريف يدل على أنّ التعظيم بنوع من الحق ليس بكبر وإن كانت صورته كذلك وأما تكبره سبحانه فهو بالحق كله قال صلى الله عليه وسلم فيما حكاه عن ربه : «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار » { وظنوا } أي : فرعون وجنوده ظناً بنوا عليه اعتقادهم في أصل الدين الذي لا يكون إلا بقاطع { أنهم إلينا } أي : إلى حكمنا خاصة الذي يظهر عند انقطاع الأسباب { لا يرجعون } بالنشور ، وقرأ نافع وحمزة والكسائي بفتح الياء وكسر الجيم والباقون بضمّ الياء وفتح الجيم .