السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا يُنصَرُونَ} (41)

ولما كان : «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة » قال الله تعالى : { وجعلناهم } أي : في الدنيا { أئمة } أي : قدوة للضلال بالحمل على الإضلال ، وقيل بالتسمية كقوله تعالى { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثاً } ( الزخرف : 19 ) أو بمنع الألطاف الصارفة عنه { يدعون } أي : يوجدون الدعاء لمن اغتر بحالهم فضل بضلالهم { إلى النار } أي : إلى موجباتها من الكفر والمعاصي ، وأمّا أئمة الحق فإنما يدعون إلى موجبات الجنة من فعل الطاعات والنهي عن المنكرات : جعلنا الله تعالى وأحبابنا معهم بمحمد وآله . ولما كان الغالب من حال الأئمة النصرة وقد أخبر عن خذلانهم في الدنيا قال تعالى : { ويوم القيامة } أي : الذي هو يوم التغابن { لا ينصرون } أي : لا يكون لهم نوع نصرة تدفع العذاب عنهم .