السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (40)

ولما تسبب عن ذلك إهلاكهم قال تعالى : { فأخذناه وجنوده } كلهم أخذ قهر ونقمة وذلك علينا هيِّن وأشار تعالى إلى احتقارهم بقوله تعالى : { فنبذناهم } أي : طرحناهم { في اليم } أي : البحر المالح فغرقوا فكانوا على كثرتهم وقوّتهم كحصيات صغار قذفها الرامي الشديد الدرء من يده في البحر ونحو ذلك قوله تعالى : { وجعلنا فيها رواسي شامخات } ( المرسلات ، 27 ) وقوله تعالى { وحمّلت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة } ( الحاقة : 14 ) .

ولما تسبب عن هذه الآيات من العلوم ما لا تحيط به الفهوم قال تعالى : { فانظر } أي : أيها المعتبر بالآيات الناظر فيها نظر اعتبار { كيف كان عاقبة } أي : آخر أمر { الظالمين } حيث صاروا إلى الهلاك فحذِّر قومك عن مثلها وفي هذا إشارة إلى أنّ كل ظالم تكون عاقبته هكذا إن صابره المظلوم المحق ورابطه { حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين } ( يونس ، 109 ) .