السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلۡفِرَارُ إِن فَرَرۡتُم مِّنَ ٱلۡمَوۡتِ أَوِ ٱلۡقَتۡلِ وَإِذٗا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (16)

{ قل } أي : لهم وأكد لظنهم نفع الفرار { لن ينفعكم الفرار } في تأخير آجالكم في وقت من الأوقات الذي ما كان استئذانكم إلا بسببه { إن فررتم من الموت أو القتل } أي : الذي كتب لكم لأن الأجل إن كان قد حضر لم يتأخر بالفرار ، وإلا لم يقصره الثبات كما كان عليّ رضي الله تعالى عنه يقول : دهم الأمر وتوقد الجمر واشتد من الحرب الحر أي : يومي من الموت أفر يوم لا يقدر ، أو يوم قدر ، وذلك أن أجل الله الذي جعله محيطاً بالإنسان لا يقدر أن يتعداه أصلاً { وإذا } أي : إن فررتم { لا تمتعون } في الدنيا بعد فراركم { إلا قليلاً } أي : مدة آجالكم وهي قليل فالعاقل لا يرغب في شيء قليل يفوت عليه شيئاً كثيراً .