السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ} (43)

ثم سلَّى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : { ما يقال } أي : من الكفار أو من غيرهم { لك } يا أكرم الخلق مما يحصل به ضيق صدر وتشويش فكر { إلا ما } أي : شيء { قد قيل } أي : حصل قوله على ذلك الوجه { للرسل من قبلك } فصبروا على ما أوذوا فاصبر كما صبروا { إن ربك } أي : المحسن إليك بإرسالك وإنزال كتابه إليك ومن يكرم بمثل هذا لا ينبغي له أن يحزن لشيء يعرض له { لذو مغفرة } أي : لمن تاب وآمن بك { وذو عقاب أليم } أي : مؤلم لمن أصر على التكذيب وعلى هذا فقوله تعالى : { إن ربك } الآية مستأنف ، وقيل : مفسر للمقول كأنه قيل للرسل : إن ربك لذو مغفرة وجرى على ذلك الزمخشري ونزل جواباً لقولهم هلا نزل القرآن بلغة العجم .