فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ} (43)

ثم سلى سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم عما كان يتأثر له من أذية الكفار فقال { مَا يُقَالُ لَكَ } من هؤلاء الكفار من وصفك بالسحر والكذب والجنون { إِلَّا } مثل { مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ } فإن قومهم كانوا يقولون لهم مثل ما يقول لك هؤلاء ، وقيل : المعنى ما يقال لك من التوحيد وإخلاص العبادة لله إلا ما قد قيل للرسل من قبلك . فإن الشرائع كلها متفقة على ذلك وقيل هو استفهام أي أيّ شيء يقال لك .

{ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } لمن يستحق مغفرته من الموحدين الذين تابعوك وتابعوا من قبلك من الأنبياء { وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ } للكفار المكذبين المعادين لرسل الله ، وقيل : لذو مغفرة للأنبياء وذو عقاب لأعدائهم .