اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ} (43)

قوله تعالى : { مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ } . . . . الآية لما هدَّ الملحدين في آيات الله ثم بين شرف آيات الله وعلو درجة كتاب الله تعالى رجع إلى أمر رسوله بأن يصبر على أذى قومه ، وأن لا يضيق قلبه بسبب ما حكاه عنهم في أول السورة وهو قولهم : { قُلُوبُنَا في أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } [ فصلت : 5 ] إلى قوله : { فاعمل إِنَّنَا عَامِلُونَ } [ فصلت : 5 ] فقال : { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك } أي إنهم قالوا للأنبياء قبلك : ساحرٌ ، وكذبوهم كما كُذِّبت . وقيل : المراد ما قال لك إلا مثل ما قال لسائر الرسل وهو أنه أمرك وأمرهم بالصبر على سفاهة الأقوام{[48899]} .

قوله : { إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةَ } قيل : هو مفسر للمقول كأنه قيل : قيل للرسل إن ربك لذو مغفرة{[48900]} وقيل : هو مستأنف{[48901]} ومعناه لذو مغفرة لمن تاب وآمن بك ، وذُو عِقَابٍ أليمٍ لمن أصر على التكذيب .


[48899]:السابق.
[48900]:ذكره أبو حيان في البحر 7/501 والسمين في الدر 4/736.
[48901]:المرجع الأخير السابق.