الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ} (43)

ثم قال تعالى : { إن ربك لذو مغفرة } أي : لذو ستر على ذنوب التائبين من الكفر ، العاملين بأمره ، المطيعين له .

{ وذو عقاب أليم } لمن دام على كفره .

فالناس يلقون الله تبارك وتعالى على طبقات أربع : مطيع مؤمن ، يدخله الجنة ، وتائب مؤمن ، يقبل توبته ويدخله{[60494]} الجنة ، ومصر على المعاصي ، هو في مشيئته الله عز وجل إن شاء عاقبة ، إن شاء عفا عنه ، وكافر يدخله النار حتما{[60495]} ، لقوله : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }{[60496]} .

هذا مذهب أهل السنة والاستقامة فاعرفه واعتقده{[60497]} ولا تعرج عنه ! فله لا إله إلا هو أن يفعل في أهل الذنوب ما شاء{[60498]} من مغفرة أو معاقبة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون{[60499]} كما كان{[60500]} له في الأزل{[60501]} أن يخلق خلقا للنار وبعملها يعملون ، وخلقا للجنة وبعملها يعملون . قال جل ذكره : { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس }{[60502]} .

أي : خلقناهم لها .


[60494]:(ت): يدخل.
[60495]:ساقط من (ح)ز
[60496]:النساء: 47.
[60497]:(ت): وتأمله.
[60498]:(ح): ما يشاء.
[60499]:ساقط من (ح).
[60500]:ساقط من (ت).
[60501]:(ت): الأولى.
[60502]:الأعراف: 179.