فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ} (43)

ثم سلى سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم عن ما كان يتأثر له من أذية الكفار ، فقال : { مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ } أي : ما يقال لك من هؤلاء الكفار من وصفك بالسحر والكذب ، والجنون إلاّ مثل ما قيل للرسل من قبلك ، فإن قومهم كانوا يقولون لهم مثل ما يقول لك هؤلاء . وقيل المعنى : ما يقال لك من التوحيد ، وإخلاص العبادة لله إلاّ ما قد قيل للرسل من قبلك ، فإن الشرائع كلها متفقة على ذلك . وقيل : هو استفهام ، أي : أيّ شيء يقال لك إلاّ ما قد قيل للرسل من قبلك { إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةَ } لمن يستحق مغفرته من الموحدين الذين بايعوك ، وبايعوا من قبلك من الأنبياء { وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ } للكفار المكذّبين المعادين لرسل الله ، وقيل : لذو مغفرة للأنبياء وذو عقاب لأعدائهم .

/خ44