{ ولو شاء الله } أي : المحيط بجميع أوصاف الكمال { لجعلهم } أي : المجموعين { أمة واحدة } للثواب أو للعذاب ، ولكنه لم يشأ ذلك بل شاء أن يكونوا فريقين مقسطين وظالمين ليظهر فضله وعدله وأنه إله جبار واحد قهار لا يبالي بأحد ، وهو معنى قوله تعالى { ولكن يدخل من يشاء } إدخاله { في رحمته } بخلق الهداية في قلبه فتكون أفعالهم في مواضعها وهم المقسطون ، ويدخل من يشاء في نقمته بخلق الضلالة في قلوبهم فيكونوا ظالمين فلا تكون أفعالهم في مواضعها ، فالمقسطون ما لهم من عدو ولا نكير { والظالمون } أي : العريقون في الظلم الذين ساء ظلمهم وهم الكافرون فيدخلهم في لعنته { ما لهم من ولي } أي : يلي أمورهم فيجتهد في صلاحها فيدفع عنهم العذاب { ولا نصير } ينصرهم من الهوان فيمنعهم من النار ، وعلى هذا التقدير : فالآية من الاحتباك وهو ظاهر ذكر الرحمة أولاً دليلاً على اللعنة ثانياً ، والظلم وما معه ثانياً دليلاً على أضداده أولاً ، وهذا تقدير لقوله تعالى : { الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل } أي : أنت لا تقدر أن تحملهم على الإيمان ولو شاء الله تعالى لفعله لأنه أقدر منك ، لكنه تعالى جعل البعض مؤمناً والبعض كافراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.