السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ} (10)

ولما منع تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يحمل الكفار على الإيمان ، منع المؤمنين أن يشرعوا معهم في المخاصمات والمنازعات بقوله تعالى : { وما اختلفتم } أي : أنتم والكفار { فيه من شيء } أي : من أمور الدنيا أو الدين { فحكمه إلى الله } أي : مفوض إلى الذي هو الولي لا غيره ، يميز المحق من المبطل بالنصر والإثابة والمعاقبة ، وقيل : ما اختلفتم فيه من تأويل المتشابه فارجعوا فيه إلى المحكم من كتاب الله { ذلكم الله } أي : المحيط بجميع صفات الكمال { ربي } أي : الذي لا مربي لي غيره في ماض ولا حال ولا استقبال { عليه } أي : وحده { توكلت } أسلمت جميع أمري { وإليه } لا إلى غيره { أنيب } أي : أرجع بالتوبة إذا قصرت في شيء من فروع شرعه وأرجع إلى كتابه إذا نابني أمر من الأمور فأعرف منه حكمة فافعلوا أنتم كذلك واجعلوه الحكم تفلحوا ولا تعدلوا عنه في شيء من الأشياء تهلكوا .