السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ} (4)

والجملة من قوله تعالى : { له ما في السماوات } أي : من الذوات والمعاني { وما في الأرض } كذلك خبر أول أو ثان على حسب ما تقدم في العزيز الحكيم ، قال الزمخشري : لم يقل تعالى أوحى إليك ولكن قال : يوحي إليك على لفظ المضارع ليدل على أن إيحاء مثله عادة وكونه عزيزاً يدل على كونه قادراً على ما لا نهاية له ، وكونه حكيماً يدل على كونه عالماً بجميع المعلومات غنياً عن جميع الحاجات وقوله تعالى : { ما في السماوات وما في الأرض } يدل على كونه متصفاً بالقدرة الكاملة النافذة في جميع أجزاء السماوات والأرض على عظمتها وسعتها بالإيجاد والإعدام وأن ما في السماوات وما في الأرض خلقه وملكه .