السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (9)

ولما حكى الله تعالى عنهم أولاً أنهم اتخذوا من دونه أولياء ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم { لست عليهم بوكيل } أي : لا يجب عليك أن تحملهم على الإيمان ، فإن الله تعالى لو شاء لفعله أعاد ذلك الكلام على سبيل الإنكار بقوله تعالى : { أم اتخذوا من دونه أولياء } كالأصنام وهذه أم المنقطعة فتقدر ببل التي للانتقال ، وبهمزة الإنكار أو بالهمزة فقط أو ببل فقط أي : ليس المتخذون أولياء { فالله } أي : المختص بصفات الكمال { هو } وحده { الولي } قال ابن عباس : وليك يا محمد وولي من اتبعك ، والفاء : جواب الشرط المقدر كأنه قال : إن أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي لا ولي سواه ، وقيل : هي لمجرد العطف وجرى على هذا الجلال المحلي ، وعلى الأول الزمخشري { وهو } أي : ومن شأن هذا الولي { يحيي الموتى } أي : يجدد إحياءها في كل وقت يشاؤه { وهو } وحده { على كل شيء قدير } فهو الحقيق بأن يتخذ ولياً دون من لا يقدر على شيء .