السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (55)

{ وكذلك } أي : ومثل ذلك التفصيل الواضح وهو تفصيل أحوال الطوائف الأربع : الأولى : المطبوع على قلوبهم وهم من في آية { والذين كذبوا بآياتنا } ( الأنعام ، 39 ) والثانية : المرجوّ إسلامهم وهم من في آية { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم } ( الأنعام ، 51 ) والثالثة : المطيعون وهم من في آية { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } ( الأنعام ، 52 ) والرابعة : الداخلون في الإسلام لكنهم لا يحفظون حدوده وهم من في آية { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } ( الأنعام ، 54 ) { نفصل الآيات } أي : نبين آيات القرآن في صفة المطيعين والمجرمين المصرين منهم والأوّابين { ولتستبين سبيل } أي : طريق { المجرمين } قرأ أبو بكر وشعبة وحمزة والكسائي بالياء بعد اللام على التذكير أي : وليظهر ويتضح سبيل المجرمين يوم القيامة إذا صاروا في النار والباقون بالتاء على الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم أي : وليظهر لك الحق يا محمد ويتبين لك سبيلهم فتعامل كلاً منهم بما يحق له ، وقرأ نافع سبيل بنصب ، اللام ، والباقون بالرفع .