الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (55)

قوله : { وكذلك نفصل الآيات ولتستبين } الآية [ 56 ] .

المعنى : و( كما ){[20067]} فصلنا لك يا محمد ما تقدم ، نفصل ( لك ){[20068]} الأعلام والحجج الدالة علينا فيظهر لك طريق المجرمين ، وتعلم باطل ما هم عليه{[20069]} .

واللام متعلقة{[20070]} بفعل محذوف دل عليه ( نُفَصِّل ){[20071]} . والمعنى : لتستبين{[20072]} سبيل المجرمين ( فَصَّلناها{[20073]} ، وهذا خطاب للنبي{[20074]} والمراد به أمّته ، والمعنى : ولتستبينوا{[20075]} سبيل المجرمين ){[20076]} ، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان عالما بطريقهم ، وأنهم على باطل{[20077]} . هذا على قراءة من نصب ( السبيل ){[20078]} .

فأما من رفع{[20079]} ، ففي الكلام حذف ، والمعنى : ولتستبين سبيل المجرمين ( والمؤمنين ){[20080]} فصلناها{[20081]} .

ومعنى { نفصل الآيات } نأتي بها متفرقة شيئا بعد شيء لتُفهم على مهل{[20082]} .


[20067]:أ: كذلك.
[20068]:مطموسة في أ. ساقطة من ب.
[20069]:انظر: تفسير الطبري 11/394، 395.
[20070]:مطموسة في أ. د: متقلفة.
[20071]:انظر: إعراب النحاس 1/550، وإعراب العكبري 501.
[20072]:ب ج د: ولتستبين.
[20073]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ج د: فمعناه.
[20074]:انظر: تفسير الطبري 11/395.
[20075]:ج د: لتستبين.
[20076]:ساقطة من ب. وانظر: معاني الزجاج 2/254، 255، وانظر: حجة ابن خالويه 141، وإعراب مكي 254، 255، والكشف 1/434.
[20077]:انظر: حجة ابن زنجلة 253.
[20078]:هي قراءة نافع في السبعة 258، وأبي جعفر في المبسوط 195. هذا و(يُذَكِّر السبيل) ... تميم وأهل نجد، ومنهم من يُؤنِّث (السبيل) وهم أهل الحجاز تفسير الطبري 11/396. وقد ورد في القرآن بالوجهين، ينظر: حجة ابن زنجلة 253، والكشف 1/433، 434.
[20079]:وهم ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، الذين اختلفوا في قراءة {لتستبين} بالياء أو التاء، انظر: السبعة 258، وحجة ابن زنجلة 253.
[20080]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها ساقطة.
[20081]:انظر: حجة ابن زنجلة 253، ومعاني الزجاج 2/255، وإعراب ابن الأنباري 1/323.
[20082]:انظر: غريب ابن قتيبة 154.