{ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } وقوله تعالى : { فقل } لهم { سلام عليكم } إمّا أن يكون أمراً بتبليغ سلام الله تعالى إليهم وإمّا أن يكون أمراً بأن يبدأهم بالسلام إكراماً لهم وتطييباً لقلوبهم { كتب } أي : قضى { ربكم على نفسه الرحمة ) .
روي أنها نزلت في الذين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طردهم فوصفهم الله تعالى بالإيمان بالقرآن واتباع الحجج بعدما وصفهم بالمواظبة على العبادة وأمره بأن يبدأ بالتسليم أو يبلغ سلام الله تعالى إليهم ويبشرهم بسعة رحمته وفضله بعد النهي عن طردهم إيذاناً بأنهم الجامعون لفضيلتي العلم والعمل ، ومن كان كذلك ينبغي أن يقرّب ولا يطرد ويعز ولا يذل ويبشر من الله تعالى بالسلامة في الدنيا والرحمة في الآخرة ، وقال عطاء : نزلت في الخلفاء الأربع وجماعة من الصحابة ، وقيل : الآية على إطلاقها في كل مؤمن ، وقيل : لما جاء عمر بن الخطاب واعتذر من مقالته التي تقدّمت وقال : ما أردت إلا الخير فنزلت ، وقيل : إنّ قوماً جاؤوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا أصبنا ذنوباً عظاماً فلم يردّ عليهم شيئاً فانصرفوا فنزلت { أنه من عمل منكم سوأ } أيّ سوء كان ملتبساً { بجهالة } أي : عمله وهو جاهل وفيه معنيان : أحدهما : إنه فاعل فعل الجهلة لأنّ من عمل ما يؤدّي إلى الضرر في العاقبة وهو عالم بذلك أو ظان فهو من أهل السفه والجهل لأنّ من أهل الحكمة والتدبير ومنه قول الشاعر :
على أنها قالت عشية زرتها *** جهلت على عمد ولم تك جاهلاً
والثاني : إنه جاهل بما يتعلق به من المكروه والمضرّة ومن حق الحكيم أن لا يقدم على شيء حتى يعلم حاله وكيفيته ، وقيل : إنها نزلت في عمر رضي الله تعالى عنه حين أشار بإجابة الكفرة إلى ما سألوه ولم يعلم أنها مفسدة ، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم إنه بفتح الهمزة على أنه بدل من الرحمة ، والباقون بالكسر على أنه ضمير الشان { ثم تاب } أي : رجع { من بعده } أي : من بعد ارتكابه ذلك السوء { وأصلح } عمله { فأنه } أي : الله { غفور } له { رحيم } به ، وقرأ ابن عامر وعاصم بفتح الهمزة على تقدير : أن المغفرة له والباقون بالكسر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.