الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (55)

{ وَكَذَلِكَ } أي هكذا ، وقيل : معناه وفصلنا لك في هذه السورة والآية .

وجاء في أعلى المشروح في المنكرين من كذلك { نفَصِّلُ الآيَاتِ } أي نميز ونبين لك حجتنا وأدلتنا في كل من ينكر أهل الباطل { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } مرّ رفع السبيل ومعناه وليظهر وليتضح طريق المجرمين . يقال بأن الشيء وأبان وتبيان وتبين إذا ظهر ووضح والسبيل يذكر ويؤنث ، فتميم تذكر ، وأهل الحجاز يؤنثه ، ودليل المذكر قوله عزّ وجل { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } ودليل التأنيث قوله تعالى

{ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً } [ آل عمران : 99 ] وقوله عز وجل

{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } [ يوسف : 108 ] ولذلك قرأ ولتستبين بالياء والتاء ، وقرأ أهل المدينة ولتستبين بالتاء ، سبيل بالنصب على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم عناه ولتستبين يا محمد سبيل المجرمين ، يقال واستبين الشيء وتبينته إذا عرفته