تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (55)

الآية 55 وقوله تعالى : { وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين } قرئ{[7147]} بالياء والتاء جميعا ؛ فمن قرأ بالتاء نصب السبيل بجعل الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي لتعرف سبيل المجرمين ، ومن قرأ بالياء رفع السبيل ؛ كأنه قال : { نفصل الآيات } وجوها :

[ أحدها ]{[7148]} : أي نبين الآيات ما يعرف السامعون أنها آيات من عند الله غير مخترعة من عند الخلق ولا مفتراة ما نبين سبيل المجرمين من سبيل المهتدين .

والثاني : { نفصل الآيات } ما بالخلق حاجة إليها وإلى معرفتها .

والثالث : نبين من الآيات ما نبين بين المختلفين أي بين سبيل المجرمين وبين سبيل المهتدين .

[ وقوله تعالى ]{[7149]} { ولتستبين سبيل المجرمين } تأويله ما ذكرنا أن من قرأ بالتاء حملة على خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتاء أي نبين من الآيات لتعرف سبيل المجرمين بالنصب . ومن قرأ بالياء نبين من الآيات ليتبين سبيل المجرمين من سبيل غير المجرمين ، والله أعلم .


[7147]:- انظر حجة القراءات ص (253)
[7148]:- ساقطة من الأصل وم.
[7149]:- ساقطة من الأصل وم.