بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (55)

ثم قال :

{ وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الآيات } قال القتبي : يعني : نأتي بها متفرقة شيئاً بعد شيء ، ولا ننزلها جملة متصلة . ويقال : { نُفَصّلُ الآيات } يعني : نبين الآيات بالقرآن { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المجرمين } يعني : طريق المشركين لماذا لا يؤمنون ، لأنهم إذا رأوا الضعفاء يسلمون قبلهم ، امتنعوا . ويقال : { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المجرمين } يعني : تفرقهم . قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص : { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ } بالتاء و { سَبِيلٍ } بالضم لأن السبيل مؤنث كقوله : { قُلْ هذه سبيلي أَدْعُوا إلى الله على بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتبعني وَسُبْحَانَ الله وَمَآ أَنَاْ مِنَ المشركين } [ يوسف : 108 ] ومعناه : ليظهر لكم طريق المشركين . وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر : { وليستبين } بالياء { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المجرمين } بالضم لأن السبيل هو الطريق . والطريق يذكر ويؤنث . وقرأ نافع : { وَلِتَسْتَبِينَ } بالتاء { سَبِيلٍ } بالنصب يعني : لتعرف يا محمد طريق المشركين .