فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (55)

قوله : { وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الآيات } أي مثل ذلك التفصيل نفصلها ، والتفصيل التبيين ، والمعنى : أن الله فصل لهم ما يحتاجون إليه من أمر الدين ، وبين لهم حكم كل طائفة . قوله : { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المجرمين } . قال الكوفيون : هو معطوف على مقدّر ، أي وكذلك نفصل الآيات لنبين لكم ولتستبين .

قال النحاس : وهذا الحذف لا يحتاج إليه . وقيل : إن دخول الواو للعطف على المعنى . قرئ { لتستبين } بالفوقية والتحتية ، فالخطاب على الفوقية للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي لتستبين يا محمد سبيل المجرمين ، وسبيل منصوب على قراءة نافع .

وأما على قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وحفص بالرفع ، فالفعل مسند إلى سبيل وأما على التحتية فالفعل مسند إلى سبيل أيضاً ، وهي قراءة حمزة والكسائي وشعبة بالرفع ، وإذا استبان سبيل المجرمين فقد استبان سبيل المؤمنين .

/خ55