نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (10)

ولما ذكر الفائز بلزومه التقوى ترغيباً ، أتبعه الخائب بسبب إفساد{[65792]} القوتين الحاملتين على التقوى : العلمية والعملية ترهيباً ، فقال بادئاً بالعلمية : { والذين كفروا } أي غطوا أدلة{[65793]} ذلك اليوم فكانوا{[65794]} في الظلام . ولما ذكر إفسادهم القوة العلمية ، أتبعه العملية فقال : { وكذبوا } أي أوقعوا جميع التغطية وجميع التكذيب{[65795]} { بآياتنا } بسببها مع ما لها من العظمة بإضافتها إلينا ، فلم يعملوا شيئاً .

ولما بين إفسادهم للقوتين{[65796]} ، توعدهم بالمضار{[65797]} فقال معرياً من الفاء في جانبي الأشقياء والسعداء طرحاً للأسباب ، لأن نظر هذه السورة إلى الجبلات التي لا مدخل فيها لغيره أكثر بقوله :

{ هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن }[ التغابن : 2 ] فإن ذلك أجدر بالخوف منه ليكون أجدر بالبعد عما يدل على الجبلة الفاسدة من الأعمال السيئة : { أولئك } أي البعداء البغضاء { أصحاب النار } ولما كان السجن إذا رجي الخلاص منه قلل من خوف داخله ، وكان التعبير بالصحبة مشعراً بالدوام المقطع للقلوب لأنه مؤيس من الخلاص ، أكده بقوله : { خالدين فيها } وزاد في الإرهاب منها{[65798]} بقوله مشيراً{[65799]} إلى مضار القلب{[65800]} بعد ذكر مضار القالب : { وبئس المصير * } أي جمعت المذام كلها{[65801]} الصيرورة إليها وبقعتها التي للصيرورة إليها ، فكيف بكونها{[65802]} على وجه الإقامة زمناً طويلاً فكيف إذا كان على وجه الخلود .


[65792]:- من ظ وم، وفي الأصل: فساد.
[65793]:- من ظ وم، وفي الأصل: أو.
[65794]:- من ظ وم، وفي الأصل: فكان.
[65795]:- زيد في الأصل: بأنواعه، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[65796]:- زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فحذفناها.
[65797]:- من ظ وم، وفي الأصل: بالمصادر.
[65798]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيها.
[65799]:- زيد من ظ وم.
[65800]:- من ظ وم، وفي الأصل: القلوب.
[65801]:- زيد من ظ وم.
[65802]:- من ظ وم، وفي الأصل: بها.