ولما ذكر الفائز بلزومه التقوى ترغيباً ، أتبعه الخائب بسبب إفساد{[65792]} القوتين الحاملتين على التقوى : العلمية والعملية ترهيباً ، فقال بادئاً بالعلمية : { والذين كفروا } أي غطوا أدلة{[65793]} ذلك اليوم فكانوا{[65794]} في الظلام . ولما ذكر إفسادهم القوة العلمية ، أتبعه العملية فقال : { وكذبوا } أي أوقعوا جميع التغطية وجميع التكذيب{[65795]} { بآياتنا } بسببها مع ما لها من العظمة بإضافتها إلينا ، فلم يعملوا شيئاً .
ولما بين إفسادهم للقوتين{[65796]} ، توعدهم بالمضار{[65797]} فقال معرياً من الفاء في جانبي الأشقياء والسعداء طرحاً للأسباب ، لأن نظر هذه السورة إلى الجبلات التي لا مدخل فيها لغيره أكثر بقوله :
{ هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن }[ التغابن : 2 ] فإن ذلك أجدر بالخوف منه ليكون أجدر بالبعد عما يدل على الجبلة الفاسدة من الأعمال السيئة : { أولئك } أي البعداء البغضاء { أصحاب النار } ولما كان السجن إذا رجي الخلاص منه قلل من خوف داخله ، وكان التعبير بالصحبة مشعراً بالدوام المقطع للقلوب لأنه مؤيس من الخلاص ، أكده بقوله : { خالدين فيها } وزاد في الإرهاب منها{[65798]} بقوله مشيراً{[65799]} إلى مضار القلب{[65800]} بعد ذكر مضار القالب : { وبئس المصير * } أي جمعت المذام كلها{[65801]} الصيرورة إليها وبقعتها التي للصيرورة إليها ، فكيف بكونها{[65802]} على وجه الإقامة زمناً طويلاً فكيف إذا كان على وجه الخلود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.