{ واكتب } أي : أوجب أو أثبت أو اقسم { لنا } أي : في مدّة إحيائك لنا { في هذه الدنيا } أي : الحاضرة والدنية { حسنة } أي : حسن معيشة وتوفيق طاعة { وفي الآخرة } أي : واكتب لنا في الحياة الآخرة حسنة وهي الجنة ثم علل ذلك بقوله : { إنا هدنا } أي : تبنا { إليك } أي : عما لا يليق بجنابك وأصل الهود الرجوع برفق والهود جمع هائد وهو التائب ولبعضهم :
يا راكب الذنب هدهد *** واسجد كأنك هدهد
قال بعضهم : وبه سميت اليهود وكان اسم مدح قبل نسخ شريعتهم ثم صار اسم ذم بعد نسخها { قال } الله تعالى لموسى : { عذابي أصيب به من أشاء } من خلقي أذنب أو لم يذنب لا اعتراض علي { ورحمتي وسعت } عمت وشملت { كل شيء } من خلقي في الدنيا ما من مسلم ولا كافر ولا مطيع ولا عاص إلا وهو متقلب في نعمتي وهذا معنى حديث أبي هريرة في الصحيحين «إنّ رحمتي سبقت غضبي » وفي رواية «غلبت غضبي » وأمّا في الآخرة فقال تعالى : { فسأكتبها للذين يتقون } الله { ويؤتون الزكاة } وخصها بالذكر لنفعها المتعدّي ولأنها كانت أشق عليهم ، قال قتادة : لما نزل { ورحمتي وسعت كل شيء } قال إبليس : أنا من ذلك الشيء فقال تعالى : { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة } { والذين هم بآياتنا يؤمنون } ولا يكفرون بشيء منها فأيس إبليس منها وتمناها اليهود والنصارى وقالوا : نحن نتقي ونؤمن بآيات ربنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.