السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (99)

وقوله تعالى :

{ أفأمنوا مكر الله } تقرير لقوله تعالى : { أفأمن أهل القرى } ومكر الله استعارة لاستدراج العبد بالنعم في الدنيا وأخذه من حيث لا يحتسب { فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } أي : إنه لا يأمن استدراجه إياهم بالنعم وأخذهم بغتة إلا من خسر في أخراه وهلك مع الهالكين فعلى العاقل أن يكون في خوفه من الله تعالى كالمحارب الذي يخاف من عدوّه المتمكن البيات والغيلة ، وعن الربيع بن خيثم رحمه الله تعالى أنّ ابنته قالت له : ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام ؟ فقال : يا ابنتاه إن أباك يخاف البيات أراد قوله تعالى : { أن يأتيهم بأسنا بياتاً } :