{ أفأمنوا مكر الله } الاستفهام للتقريع والتوبيخ وإنكار ما هم عليه من أمان ما لم يؤمن من مكر الله بهم وعقوبته لهم ، وفي تكرير هذا الاستفهام زيادة تقرير لإنكار ما أنكره عليهم ، وقيل مكر الله استدراجه إياهم بما أنعم عليهم من الدنيا والنعمة والصحة ، والأولى حمل الآية على ما هو أعم من ذاك .
ثم بين حال من أمن مكر الله فقال { فلا يأمن مكر الله } المكر الاحتيال والخديعة والمراد بمكر الله هنا فعل ما يعاقب به الكفرة على كفرهم ، وأضيف إلى الله لما كان عقوبة على ذنبهم ، فإن العرب تمسي العقوبة على أي وجه كانت باسم الذنب الذي وقعت عليه العقوبة ، وهذا نص في قوله { ومكروا ومكر الله } قاله ابن عطية .
قلت وهو تأويل حسن وأنه من باب المقابلة أيضا والفاء في قوله { فلا يأمن } التنبيه على أن العذاب يعقب أمن مكر الله { إلا القوم الخاسرون } أي الذين أفرطوا في الخسران ووقعوا في وعيده الشديد حتى صاروا إلى النار ، قال الشبلي : مكره بهم تركه إياهم على ما هم عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.