فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (99)

والاستفهام في { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ الله } للتقريع والتوبيخ ، وإنكار ما هم عليه من أمان ما لا يؤمن من مكر الله بهم وعقوبته لهم ، وفي تكرير هذا الاستفهام زيادة تقرير ، لإنكار ما أنكره عليهم ، ثم بين حال من أمن مكر الله ، فقال : { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلاَّ القوم الخاسرون } أي الذين أفرطوا في الخسران ، ووقعوا في وعيده الشديد . وقيل : مكر الله هنا هو استدراجه بالنعمة والصحة . والأولى حمله على ما هو أعمّ من ذلك .