الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (99)

فإن قلت : فلم رجع فعطف بالفاء قوله : { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ الله } ؟ قلت : هو تكرير لقوله : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ القرى } [ الأعراف : 97 ] ومكر الله : استعارة لأخذه العبد من حيث لا يشعر ، ولاستدراجه . فعلى العاقل أن يكون في خوفه من مكر الله ، كالمحارب الذي يخاف من عدوّه الكمين والبيات والغيلة . وعن الربيع بن خثيم : أن ابنته قالت له : ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام ، فقال : يا بنتاه ، إنّ أباك يخاف البيات ، أراد قوله : { أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بياتا } .